حكم – بقلم الكاتب – عبدالله بكري
لطالما سمعنا هذه المقولة التي يتناقلها الكثير من الناس ولكن لا نعرف حقيتها، ونظنها كلمات عابرة ولا نعطي لها بالاً، وفي حقيقة الأمر هي واقعية وحقيقة، فكم أناس حولنا كانت لهم بدايات صعبة وحكايات مليئة بالوجع في محطات كفاحهم وجهادهم في هذه الحياة، ولكنهم أصبحوا بعد ذلك عظماء مجتمعاتهم ورموز أقوامهم، لأن الأزمات والصعاب التي خاضوها كانت تجربة واقعية بالنسبة لهم، اكتسبوا من خلالها المهارات وتعلموا مالم تعلمهم به المدارس والجامعات، فكانوا بعد ذلك أكثر نضجاً، وأكثر حكمة وأكثر معرفة بهذه الحياة.
فأصبحت تجاربهم طريق عبور لتجنب مشاق أو صعاب تواجههم فيما بعد، وإن واجههوا سيكونون أعرف، وأعلم بكيفية التعامل معها، فيحققون نجاحات باهرة يشار إليها بالبنان ويكتسبون عظمتهم من هذه النجاحات التي أساساً لأجلها تألموا حتى تعلموا كيف يوصلون لها.
فإذا راجعنا قصص الناجحين لوجدنا الكثير من المعاناة في بدايات مشوراهم، فهذا قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم شخصية في تاريخ البشرية، عاش يتيماً في طفولته، وتحمل الأذى في دعوته، وغادر من مكة متخفياً، ولكنه عاد إليها فاتحاً منتصراً، وأصبح الإسلام في كل بقاع العالم، وكل هذا لصبر وتحمل النبي صلى الله عليه وسلم على كل الصعاب التي واجهته واقتناعه بعظم الرسالة التي يحملها.
وكذلك هناك نماذج عالمية عديدة في عصرنا الحالي استطاعت أن تشق طريها نحو النجاح من خضم المثبطات، مثال على ذلك“جاك ما” مؤسسة ورئيس مجموعة علي بابا للتجارة الإلكترونية، والذي يعد أغنى رجل في الصين، فقد كانت بداياته مليئة بالإنكسارات، ويذكر عنه أنه تقدم إلى أكثر من 30 وظيفة فرفض، ومنها ما حصل له مع مطاعم “كنتاكي فرايد تشكن” عندما افتتح له فرع فى الصين فتقدم 24 شخصاً بطلب للحصول على عمل بالفرع ومن ضمنهم جاك ما، ولكن تم قبول 23 ورفضت قبول جاك ما، حيث كان الشخص الوحيد الذى رُفض، وتقدم بطلب للدراسة في جامعة هارفارد وتم رفضه، ولكنه لم ييأس، فلتحق بإحدى الجامعات التي ينظر إليها في الصين بأنها أقل الجامعات كفاءة، وهي جامعة هانجتشو، وبعد تخرجه عمل معلماً للغة الإنجليزية لمدة 5 سنوات براتب 100 إلى 120 يوانًا، ما يعادل 12 إلى 15 دولارًا أمريكيًا شهريًا، فدفعه راتبه البسيط إلى البحث عن مصادر أخرى للكسب، فطرأت على باله فكره التجارة الإلكترونية بعد تعرفه على خدمات الانترنت، فإشترك معه عدد من الأصدقاء، وجمعوا 60 ألف دولار أمريكى لإطلاق موقع “على بابا” واستمرت النجاحات تتوالى إلى أن أثبح من أثرياء العالم.
وكذلك لا ننسى قصة نجاح سليمان الراجحي الذي كما يقول “جمع القرش على القرش” إلى أن أصبح صاحب مصرف من أكبر المصارف السعودية، وكانت له بدايات مليئة بالمشقة والجهد والعناء، فقد ذكر أنه كان يجمع البلح لأصحاب المزاع مقابل بضع ريالات، وأيضاً عمل حمالاً، وبمشيئة الله ثم بجهده وكفاحه استطاع أن يؤسس مصرف من أكبر المصارف وأوسعها إنتشاراً في المملكة العربية السعودية.
وأخيراً : فإن الصبر والإرادة والعمل على تحقيق الأهداف، هي أساس أي نجاح.